الزواج الواعي

في الزواج الواعي تدرك ان علاقتك العاطفية هدفها الخفي عنك هو مداواة جروح الطفولة ، وبدلا من ان تقوم بالتركيز على الاشياء الظاهرية ، فإنك تدرك امورك والتي كانت عالقة منذ الطفولة ، والتي تقف وراء احتياجاتك الظاهرية ، وسوف تستطيع التحكم في علاقتك مع الطرف الاخر ، لانك هنا ترى التفاعل معه بمنظور مختلف تماما ، وهذا عن طريق عدة خطوات ، ومنها ما يلي :
1-تكوين صورة أكثر دقة عن الطرف الاخر :
فأنت في بداية انجذابك للطرف الاخر كنت تخلط بينه وبين والديك بشكل غير واعي ، وتقوم بإسقاط صفاتك السلبية التي لا تحبها في ذاتك على الطرف الاخر
مما يعمل على رؤيتك له بشكل ضبابي غامض ، ولكن عند تعاملك معه في علاقة زواج واعي فإنك تبدأ في رؤية شريك حياتك على انه شخص اخر لديه جروحه التي يكافح من اجل مداواتها .
2- تقبل مسئولية التواصل مع حاجات ورغبات الطرف الاخر :
ففي مرحلة العلاقات غير الواعية تتمسك برؤيتك للعلاقة على ان شريكك يدرك بالحدس احتياجاتك وما تحب وما تكره وما تريد
وانما في العلاقات الواعية فإنك تتقبل تماما دورك في التواصل معه من اجل معرفة ما يحب وما يكره وما يريده ، مما يزيد علاقة الزواج الاسلامي غنى وثراء عاطفي .
3- العلاقات الواعية تعمل على تقبل الجانب المظلم منك :
كل منا يمتلك شخصية الظل ، وهي الجانب المظلم من الذات ، ففي العلاقات الواعية تدرك تماما انك مثلك مثل اي شخص اخر تمتلك صفات سلبية
ومن هنا سوف يقل ميلك إلى إسقاط هذه الصفات على الطرف الاخر داخل علاقة الزواج الاسلامي ، مما يعمل على تقليل الجو العدائي داخل المنزل .
4- تعلم تقنيات جديدة لإشباع الحاجات الاساسية :
ففي العلاقات غير الواعية يسلك الرجل والمرأة سلوكيات متكررة مثل الكذب او المشادات الكلامية او الانتقاد او التذمر او الصراخ او الابتزاز العاطفي او اللوم .. الخ
من اجل إجبار الطرف الاخر على تلبية الاحتياجات الاساسية ، ولكن في العلاقات الواعية يتم التخلي عن التمسك بهذه السلوكيات ، وهنا يتم ادراك ان الطرف الاخر يمكنه بالفعل من اشباع الاحتياجات .
5- اكتشاف طبيعتك الفطرية :
في العلاقات الواعية تدرك تماما ما يدفعك لكي تصبح انسان محب ومتواصل مع الكون ، فالحب غير المقيد بشروط هو الفطرة التي فطرك الله عليها
وخلال التنشئة الاجتماعية والبرمجة السلبية داخل الاسرة تم طمس هذه الفطرة ، ولكن في العلاقات الواعية تتمكن من إعادة اكتشاف فطرتك السليمة ،
مما ينعكس بشكل ايجابي على مشاعرك وحياتك اليومية داخل المجتمع بشكل عام وداخل الاسرة بشكل خاص .
6- تقبل صعوبة تأسيس علاقة ناجحة :
في العلاقات غير الواعية كنت ترغب في الارتباط بشريك مثالي ، ولكن في العلاقات الواعية ترغب انت في ان تكون الشريك المثالي لشريك حياتك ، عن طريق تقبل السماح لذاتك بالتغيير والنضج ، من اجل ان تكون الشخص الذي ترغب في ان تكونه ، ولكن عليك ان تصبر على ذاتك وألا تستعجل التغيير
فقال الله تعالى : ” خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ” . سورة الانبياء
ومن اجل معرفة تفصيل اخرى عن العلاقات الواعية و العلاقات غير الواعية التي تربط بين الرجل والمرأة ، يمكنك زيارة موضوعات مودة.نت .