الدروس المتعلمة من الطلاق

مما لاشك فيه أن الطلاق أحد الأشياء المؤلمة لأي شخص في العالم فتجربة الطلاق وتربية الأطفال شيء محير فعلا ومؤلم ويعتصر القلب فكل سيدة وفتاة لا ترغب في حمل لقب مطلقة فهو لقب يجرح كبرياء المرأة ولكنه أيضا يمكن أن يكون معلم جيد لتعلم بعض الدروس الهامة من الطلاق والانفصال التي تغير تفكير ومعتقدات الفرد إلى الأبد والتي يمكن الاستفادة منها في الحياة ومن هذه الدروس المتعلمة :
1- التواصل يمكن أن يجعل الزواج ناجح او فاشل :
معظم الأزواج يواجهون مشكلة في الزواج لأنهم لايتكيفون مع طريقة تواصل الطرف الآخر فالتواصل ليس الحديث وإنما فهم الطرف الآخر فعندما لا تفهم رغبات ومخاوف واحتياجات الطرف الآخر يصبح الطلاق ممكناً .
2- الطلاق لا يصدم الأطفال :
الطلاق لا يصدم الاطفال وإنما تصرفات الوالدين حيال الطلاق هي التي تصدم الأطفال فمشاعر الكراهية والغضب خلال عملية الطلاق تخيف الأطفال فمشاعر عدم الاحترام بين الزوجين بعد الطلاق تؤثر على الأطفال وتمنحهم شعورا بالجرح لا يندمل مع مرور الزمن .
3- أفضل حل هو ما يناسب الأسرة ككل :
فالطلاق يعني موت العلاقة بين الزوجين والجانب العاطفي من الطلاق له اهمية مثل أهمية الجانب القانوني ولكن الجانب العاطفي يضيع وسط المعارك القانونية فالحل لابد أن يفيد كل أفراد الأسرة وليس هناك فائز او خاسر .
4- المشكلات المادية تؤثر على الزواج :
فعندما تكتشف الزوجة أنه هناك مشكلات مادية فهذه ليست علامة جيدة لأن المال يشكل ضغطا كبيرا على كثير من الأزواج فعندما لا يتكلم الزوج مع زوجته عن الأحوال المادية للأسرة على الزوجة أن تبحث عن المساعدة من أجل انقاذ الزواج لأن هذه المشكلة يمكن أن تؤدي إلى الطلاق .
5- الابتعاد عن اللوم :
فمن السهل كيل الاتهامات وتوجيه اللوم للطرف الآخر ومن السهل قول ” نحن سنتطلق لأنك قمت بخيانتي ” فاللوم لن يوصلك إلى أي نقطة وعندما يكون اللوم واقع على الزوج السابق فهنا تصبح المرأة ضحية تفكيرها السلبي ويمتص لوم الطرف الآخر الطاقة الايجابية للمرأة .
6- البعد عن جلد الذات :
فعلى المرأة ألا تلوم نفسها على الطلاق وخصوصا إذا كانت تظلم نفسها من أجل اسعاد الآخرين فعندما تهتم المرأة لأمر زوجها السابق فإنه من السهل عليها أن تختلق الأعذار له ولسبوكه ولكن الطلاق ليس ذنب المرأة وحدها وإنما كان هناك نقص في التواصل بين الزوجين .
7- التعبير عن المشاعر شيء هام :
إذا رغبت المرأة في البكاء لأنها حزينة على فقد زوجها وانهيار زواجها فهذا لابأس به لأن هذه المشاعر السلبية لن تستمر إلى الأبد ومما لاشك فيه أن كتمان المشاعر السلبية وانكارها لن يأتي بنتائج جيدة لأن هذه المشاعر تكون دفينة في نفس المرأة وتؤثر على علاقاتها بنفسها وبكل من حولها .
8- الاهتمام بالذات يؤدي إلى نتائج جيدة :
بعد ما تنتهي المرأة من البكاء عليها الاهتمام بنفسها فتقوم بفعل الأشياء التي تسعدها مثل التنزه مع صديقة محببة إليها أو الجري أو قراءة كتاب مفضل أو الاستحمام بماء دافيء أو ممارسة رياضة اليوجا أو التأمل فهذا بدوره يؤثر بشكل جيد على الحالة النفسية للمرأة .
9- التسامح يأخذ وقتاً :
على المرأة أن تسامح نفسها وتسامح زوجها السابق ولكن التسامح لايحدث بين ليلة وضحاها وإنما يأخذ وقتا وفي بعض الأحيان وقتا طويلا فعندما لا تشعر المرأة بأي رد فعل انفعالي عندما ترى او تسمع شيء عن زوجها السابق قهي بذلك قد سامحته تماما وبحق .
10- اكتشاف الذات :
ففي بعض الأحيان عندما تتزوج الفتاة فهي تنسى نفسها وتضع كل طاقتها في الزواج وزوجها ولا تعلم تماما من هي وأين تقف ولكن الطلاق يعتبر فرصة جيدة لاكتشاف الذات من جديد ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف والاهتمامات والأهداف والطموحات والقيم .
11- الكذب على الذات لن يأتي بنتائج جيدة :
فعندما تكذب الزوجة على نفسها بأنها سعيدة مع زوجها وأن حياتهما هنيئة وسعيدة لن تستفيد الزوجة شيئا إلا المزيد من التعاسة فعلى الزوجة ان تكون صريحة مع نفسها بخصوص علاقتها بزوجها حتى لا تسوء الأمور وحتى تحل مشكلاتها مع زوجها أولا بأول وتحمل لقب مطلقة في لحظة .
12- لابد من بذل جهد لانجاح الزواج :
فالزواج مثل العمل المستمر طوال اليوم وطوال أيام الأسبوع فلابد من عمل مجهود من أجل انجاح الزواج فعندما يهمل طرف في العلاقة الطرف الآخر يشعر الطرف الآخر بعدم الحب ويتولد لديه مشاعر سلبية مثل : القلق والاحباط والخوف والغيرة والكراهية والملل وفقد الثقة في الطرف الآخر تؤثر عليه من داخله وتنعكس على العلاقة بينهما لأن عالمك الخارجي ما هو إلا انعكاس لعالمك الداخلي .
ومن مجمل هذا يتضح أن الطلاق ليس نهاية المطاف فالدنيا ما زالت مستمرة و هناك شيء جديد لابد أن نتعلمه من كل حدث حولنا وليس معنى الطلاق أن المرأة ستشعر بالوحدة بل هناك تجارب أخرى وأحداث أخرى يمكنها الانخراط فيها مثل تجربة عمل جديد أو هواية جديدة أو اكمال دراستها