الخطوبة من منظور شرعي

الرجل والمرأة يتعاونان من أجل بناء أسرة قوية ،ولذلك فإن الخطوبة من مقدمات الزواج
من أجل زيادة التقارب والتفاهم بين الطرفين ،لأن هذه الفترة تجعل كل منهما يكتشف ما يميز الآخر
لأن الخطوبة تعتبر طلب للزواج وهي وعد بالزواج ،لأن الرجل هنا يختار الفتاة بعد تفكير واقتناع
وذلك من أجل إيمانه بأنه اتخذ قرارا سليما بخطبة هذه الفتاة
فقد روى الإمام البخاريّ في صحيحه عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُ أصْحَابَهُ الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ ).
كلام فترة الخطوبة :

الكلام وقت الخطوبة والحديث والتواصل بين الطرفين أمر هام جدا من أجل مصلحة العلاقة
لأن التواصل يتيح معرفة مميزات وعيوب الطرف الآخر ،لأن هذا يجعل كل منهما يكتشف ما يناسبه وما لا يناسبه
ولكن لابد ألا يكون هناك خضوع في القول ،كما أنه لابد من الالتزام بالحشمة والحياء عند الحديث في هذه الفترة
من أجل أن تحفظ الفتاة مكانتها وقدرها في العلاقة مع الرجل ،لأن الخطبة هي مرحلة تروي من قبل الرجل والمرأة
ولذلك فإنه من حق كلا الطرفين انهاء العلاقة متى أرادوا ذلك
ولكن لابد من تجنب تكرار الحديث بخصوص انهاء العلاقة عندما يحدث أي خلاف
لأن هذا يعمل على خلق فجوة تواصلية بين الطرفين
لأن هذا يعمل على إشعار الطرفين بعدم الأمان والاستياء والغضب والكره والمقت
مما يجعل العلاقة لا تتقدم إلى الأمام
ولذلك فإنه يجب عند حدوث خلاف التحلي بالحكمة والصبر والاستماع لوجهة نظر الطرف الآخر
كما أن الامتناع عن التواصل يزيد من الضغوطات داخل العلاقات
ويمكنك معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان:” الامتناع عن التواصل أمر مؤذي للعلاقات ” في مدونة موقع مودة للزواج الإسلامي .
فسخ الخطوبة :

في بعض الأحيان تنتهي العلاقة بين الرجل والمرأة في فترة الخطوبة
ولذلك فإن العديد من الناس يشعرون بالحيرة بخصوص الهدايا بين المخطوبين
فالمالكية تقضي بأنه إذا كان من اتخذ القرار بإنهاء العلاقة هو الرجل فإنه ليس من حقه أخذ الهدايا التي قدمها للفتاة
ولكن إذا كان من اتخذ القرار بإنهاء العلاقة هو الفتاة فإنه عليها رد الهدايا التي استقبلتها من الرجل
ولذلك فإنه لابد من رد المهر في حالة انتهاء العلاقة قبل الزواج
وإذا قامت الفتاة بشراء مستلزمات الزواج بالمال الخاص بالمهر فإنه عليها رد هذا المال أو إعادة مستلزمات الزواج التي اشترتها للرجل
ولذلك فإنه على من يقرر ترك العلاقة تحمل الضرر المادي وحده
ولكن الحنفية يرون وجوب رد الهدايا إذا كانت قائمة وعدم ردها إذا كانت مستهلكة
كما أن الشافعية يرون أنه لابد من رد الهدايا إذا كانت قائمة أو برد مثلها إذا كانت مستهلكة إذا تم انهاء العلاقة من قبل الرجل أو المرأة
لأن هذه الهدايا قامت على نية الزواج ولم يتم هذا الزواج
ولكن الحنابلة أشاروا إلى أنه لا يجوز رد الهدايا بعد قبولها .

ومن مجمل هذا يتضح أن الضوابط الشرعية لفترة الخطوبة جاءت من أجل إلقاء الضوء على مشكلات تؤرق الرجل والمرأة وذلك من أجل الصالح العام
ولذلك فإنه لابد من الالتزام بهذه الضوابط حتى يشعر كل طرف بالسكينة والأمان وراحة البال
لأن في ذلك تنظيم لحياة الطرفين
ولابد من تقوية العلاقة مع رب العالمين من أجل عبور تحديات العلاقة بين المخطوبين
لأن أي علاقة تنطوي على العديد من التحديات .