الحفاظ على الأسرة في عصر التكنولوجيا

مما لاشك فيه أننا الآن في عصر تقدم التكنولوجيا ، ولذلك فإن كل فرد منا يستطيع التواصل مع أي شخص في العالم في لمح البصر عبر هاتفه الجوال ،
ولكن هذا يؤثر تماما على العلاقات داخل الأسرة ، فيمكن خلق الكثير من اللحظات السعيدة والتعيسة أيضا ،
بحسب تصرفات كل فرد داخل الأسرة ، فيمكن استخدام التكنولوجيا في تعلم مهارات جديدة أو التواصل مع الطرف الآخر
ويمكن أيضا استخدام التكنولوجيا في الخيانة الزوجية وعمل مقارنات حياتية ،
مما يزيد من تعاسة الأسرة ككل .
التأثير الايجابي للتكنولوجيا على الأسرة :
هناك عدة تأثيرات إيجابية للتقدم التكنولوجي تعمل على تقوية العلاقات داخل الأسرة ،
فالتواصل بين أعضاء الأسرة يزداد في ظل التقدم التكنولوجي ،
فأصبح الآن كل طرف يستطيع التواصل مع الطرف الآخر في أي زمان وأي مكان ،
فعندما لا يتواجد الزوجين معا في المنزل بسبب العمل أو السفر فإن التواصل عبر الانترنت هو الحل السحري من أجل تعميق العلاقة بينهما ،
كما أن سهولة خلق الفيديوهات عبر العديد من البرامج تعتبر وسيلة هامة جدا من أجل تذكير الطرف الآخر بأنك تحبه وتفكر به وأن أسعد لحظات حياتك هي التي تقضيها معه ،
عن طريق ابتكار فيديو يجمع صور لأحلى ذكرياتكما ،
كما أنه يمكن أن تجتمع الأسرة وهي تشاهد فيلما ما ، مما يقوي العلاقة بين أعضاء الأسرة ،
فيمكن شراء الكثير من الاحتياجات عبر الانترنت ، مما يسهل على الطرفين شراء احتياجات المنزل أو الهدايا لعمل مفاجآت سارة لأعضاء الأسرة ،
كما أن المحتوى التعليمي على الانترنت يجعل تعليم الأطفال أكثر سهولة ،
كما أنه يمكن العمل من المنزل عبر الانترنت ، مما يجعل الحياة العملية أسهل كثيرا ،
مما يجعل الفرد يستطيع متابعة سلوكيات أطفاله والعمل في الوقت نفسه .
اقرأ أيصا : ” خطوات العيش في اللحظة في علاقتك العاطفية ” .
التأثيرات السيئة للتكنولوجيا على الأسرة :
هناك مشكلات تواصلية تخلقها التكنولوجيا داخل الأسرة ، لأن البعيد أصبح قريبا وأصبح القريب بعيد ،
أي أننا الآن نجلس على مقربة من شريك حياتنا ولكننا نتواصل مع من يبتعد عنا آلاف الأميال ،
مما يزيد من فجوة التواصل بين الزوجين ، كما أن هذا يزيد من المشتتات داخل حياتنا ،
كما أن العمل لفترات طويلة يجعل الزوجين يتواصلون معا عبر الانترنت ، مما يجعل هناك تواصل غير كامل ،
مما يزيد من سوء الفهم بين الطرفين ، كما أن الاستخدام الزائد للانترنت يزيد من معدل القلق والاكتئاب ،
لأن الفرد هنا لا يتواصل وجها لوجه ، وإنما يتواصل عبر شاشة ،
كما أن ادمان الانترنت يجعل الفرد يهمل مهامه اليومية من أجل الجلوس لفترات طويلة على الانترنت ،
فهو يبحث عن الاهتمام الذي لا يعطيه له الطرف الآخر في العلاقة عبر التحدث مع أشخاص غرباء على الانترنت ،
مما يزيد من معدل الخيانة الزوجية ، كما أن الاستخدام الزائد للانترنت يجعل الفرد يتجنب تماما التواصل وجها لوجه ،
لأنه اعتاد على التواصل عبر الشبكة العنكبوتية ، مما يزيد من إنغماسه في ادمان الانترنت ،
مما يجعله لا يستطيع التعبير عن نفسه ومشاعره وجها لوجه ، مما يخلق سوء فهم داخل العلاقات ،
كما أن استخدام الانترنت يجعل هناك الكثير من المشتتات ،
فالزوجة هنا سوف تجد صعوبة في أداء المهام المنزلية اليومية ،
لأنها منشغلة بالتواصل عبر الانترنت مع أصدقاءها ،
كما أن استخدام الانترنت كثيرا يجعل هناك توقعات غير واقعية من الطرف الآخر ،
نتيجة لما يراه الطرفين في الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي ،
فكل طرف يتوقع من الطرف الآخر أن يعامله بطريقة معينة بعيدة تماما عن الواقع ،
مما يخلق الكثير من خيبات الأمل بين الطرفين .
التأثيرات السيئة للتكنولوجيا على صحة أفراد الأسرة :
هناك عدة تأثيرات سلبية للتكنولوجيا تعمل على الإضرار بصحة الأسرة ،
فالاستخدام الزائد عن الحد لمواقع التواصل الاجتماعي يزيد من شعور الفرد بالوحدة ،
لأنه يتواصل عن بعد وليس وجها لوجه ،
كما أن الخبرات السلبية التي يتعرض لها الفرد على المستوى الالكتروني تزيد من القلق والاكتئاب ،
كما أن تصفح الانترنت في الساعة قبل النوم يخلق صعوبة في النوم .
اقرأ أيضا: ” ما وراء التعارف الالكتروني “.
طرق حماية الصحة النفسية للأسرة من ضرر التكنولوجيا :
على كل فرد من أفراد الأسرة تقليل الوقت الذي يمضيه على الانترنت بقدر الامكان ، حتى لا يصاب بادمان الانترنت ،
ويجب أن يكون هناك أجازات وفترات راحة من استخدام الانترنت ،
يوم في الأسبوع مثلا ، حتى يستعيد الفرد طاقته ونشاطه الذي يستنزفه الانترنت كل يوم ،
ويجب مراقبة الشعور الذي تشعر به وأنت تتصفح مواقع معينة على الانترنت ،
فهناك مواقع معينة تعمل على إشعارك بالسوء وعدم الرضا عن حياتك ،
وتجعلك تعتقد بأنك إذا لم تكن مشهور أو غني فإنك لن تكون سعيدا ،
كما أنه على الفرد تجنب استبدال الحياة الالكترونية بالحياة الواقعية ،
فيجب التواصل وجها لوجه ومقابلة الأقارب والاصدقاء ،
لأن التواصل بشكل الكتروني فقط يعمل على إضعاف الصحة النفسية للفرد .
اقرأ أيضا : ” تأثير التقدم التكنولوجي على شكل العلاقات “.
طرق حماية الأسرة من المخاطر التكنولوجية :
يجب على كل فرد من أفراد الأسرة تدريب ذاته على العيش في اللحظة الحالية ،
كما أنه يجب تدريب الذات على الشعور بالامتنان ،
لأن الاستخدام الزائد للتكنولوجيا يجعل الفرد يغفل تماما رؤية نعم الله عليه ،
ويمنع الفرد من العيش في اللحظة الحالية ، كما أنه يجب قضاء وقت مع النفس بعيدا عن الانترنت ،
من أجل التواصل مع الذات وتحديد الأولويات وتقييم قرارات الحياة ،
لأن ازدحام اليوم بالمسئوليات والانترنت يجعل الفرد يغيب تماما عن ذاته ،
مما يجعله لا يستطيع فهم ذاته واكتشاف نفسه ، مما يجعله تائه عن ذاته ولا يستطيع اتخاذ قرارات مناسبة ،
كما أنه يجب تجنب نشر أخبار سلبية على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف فضح أو الانتقام من بعض أفراد الأسرة ،
لأن هذا يعمل على جعل العلاقة أسوء مع الطرف الآخر ،
لأن الفرد هنا لا يعطي الطرف الآخر فرصة للحل أو اصلاح نفسه ، بل إنه يعمل على فضحه ،
مما يجعله يزيد في عناده وتكبره واصراره على ما فعل من سوء ،
كما أنه يجب أيضا عدم نشر كل أخبار الأسرة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الاحتفاظ ببعض الخصوصية الخاصة بالأسرة ،
حتى لا تكون أخبار الأسرة ملكا مشاعا لجميع الناس ، كما أنه من الجيد الاحتفاظ ببعض الأسرار الأسرية ،
لأن ليس كل من يرى خبر جيد عن أسرة معينة سوف يتمنى لهم الخير ،
بل يمكن أن يتمنى لهم السوء من جراء سواد قلبه ، ولذلك فإنه يجب الحذر عند نشر أخبار الأسرة على الانترنت .
ومن مجمل هذا يتضح أن استخدام الانترنت هو سلاح ذو حدين ، ويجب على أفراد الأسرة الحذر من مخاطره .
اقرأ أيضا : ” هل تقوم التكنولوجيا بتدمير علاقتك بشريك حياتك ؟ “.