التفكير في شريك الحياة السابق

في بعض الأحيان يقضي الفرد غالبية يومه في التفكير في شريك حياته السابق ويتعجب ويسأل نفسه ” لماذا أفكر في شريكي السابق طوال الوقت ؟ ” وهناك دراسة تشير إلى أن 40% من وقت النساء المطلقات يكون في التفكير في الشريك السابق وهذا يعتبر وقت وطاقة كبيرة يتم تقديمها للشريك السابق .
هناك عدة أسباب تقف وراء ذلك منها :
1-اللوم :
ربما يتم التفكير في شريك الحياة السابق نتيجة الرغبة في لومه على موقف فهنا يلوم الشخص الشريك السابق على كل تفصيلة من تفاصيل يومه وذلك لأنه يريد ان يعرف لماذا تم تركه من جانب الشريك السابق أو لماذا تمت الخيانة أو ادمان المخدرات … الخ .
وربما يفكر الشخص في شريك حياته السابق لأنه يعتقد أنه سيجد اجابات تلك الأسئلة من أجل ايقاف الألم وتغيير الماضي وبغض النظر عن الاجابات فإنها لن تكون الحقيقة الكاملة وهذا لن يوقف الألم ولن يقوم بتغيير الماضي بل يحمل الفرد فوق عاتقه حمل شديد الثقل .
2- الشعور بالذنب :
ربما ترك الشخص العلاقة لأنه شعر بعدم حب الطرف الآخر أو لأنه لم يعد يقدر ان يتعامل مع ادمان الطرف الآخر أو ربما لأنه قد خان شريك حياته وهنا يشعر الشخص بالذنب بسبب قراره وسلوكه ولأنه يعلم تماما أن تصرفاته قد جرحت شريك حياته وربما ايضا يتعجب الشخص من أن شريك حياته لم يناضل من اجل انقاذ الزواج فهو توقع ان يقوم شريكه السابق بمجهود من أجل العمل على انجاح العلاقة .
فالشعور بالذنب هو عبارة عن لوم النفس وهنا يشعر الشخص بأنه مذنب او ربما يتسم بالأنانية لأنه يريد بدء حياة جديدة مع نفسه وهذا الشعور بالذنب يجعل الشخص يكره نفسه وهذه المشاعر السلبية الموجهة ناحية الذات تمنعه من التقدم للأمام والتطلع للمستقبل .
3- عدم التسامح :
فالتسامح هو للذات وليس للطرف الآخرفالتسامح ليس انكار او الاعجاب بما حدث ولكن التسامح يعني ان يختار الشخص ألا يقوم بتعذيب نفسه عن طريق الأشياء التي لا يتحكم بها والتي تقع خارج نطاق سيطرته فالتسامح هو عبارة عن تقبل وهذا التسامح يسمح بالشعور بمشاعر من الهدوء والسكينة .
فعندما يتم التفكير في شريك الحياة السابق هنا يحمل الفرد عبء ثقيل على أكتافه وهذا يخلق ألم شديد جدا فعلى الفرد ان يختار التسامح من اجل ان يتحرر من سجن الماضي .
4- الندم :
هنا يندم الفرد على سلوكياته التي اطاحت بالعلاقة ودمرتها وقلبتها رأسا على عقب فهنا يندم الشخص على الأشياء التي فعلها والتي شعر انها ذات اهمية ولنها كانت في الحقيقة عامل هدم للعلاقة قد ادت إلى تدمير العلاقة بينه وبين شريكه السابق وانزلاقها نحو الهاوية .
5- الرغبة في الرجوع للشريك السابق :
أخيرا وليس آخرا يكون هذا من ضمن أسباب التفكير في الشريك السابق لأن الشخص يريده في حياته مرة أخرى كشريك حياة وعندما يشعر الفرد بأنه لامستقبل لهما معا يشعر بالحزن لأنه يرغي في الرجوع لشريكه السابق .
طرق التوقف عن التفكير في الشريك السابق :
1-التقبل :
الخطوة الأولى في تخطي العلاقة السابقة والتفكير في المستقبل هو التقبل فليس هناك أي فائدة من لوم الذات وجلد الذات والشعور بالذنب عما حدث والكلمات التي يرددها الفرد في ذاته مثل ” لو كنت قد فعلت كذا ” أو ” لو كان شريك حياتي كذا ” … الخ .
2- التواصل مع الأصدقاء :
في نقطة معينة كان الشريك السابق هو محور الحياة فعلى الفرد ألا ينسى أن لديه عائلة وأصدقاء يقومون بدعمه ويكون الشخص أناني عندما يعطي تفكيره ومشاعره وطاقته لشريك حياته السابق الذي تركه ومضى في حياته وينسى أصدقائه وعائلته الذين يكنون له المشاعر الجميلة .
3- تنمية الذات :
على الفرد بعد فشل العلاقة مع الشريك السابق أن يقوم بتنمية ذاته عن طريق القراءة والمعرفة وحضور الندوات والدورات التدريبية من أجل اكتشاف ذاته والانفتاح على الأفكار الجديدة حتى يعيش الفرد حياة سعيدة متوازنة .
ومن مجمل هذا يتضح ان هناك اسباب عديدة تكمن وراء التفكير في الشريك السابق ولكن على الفرد أن يتخطى هذه المرحلة من اجل العبور للمستقبل وعدم سجن الذات داخل خبرات الماضي الأليم .