التعرف على المشاعر داخل الزواج

2015/10/25

فالتواصل بين الطرفين داخل مؤسسة الزواج الاسلامي يعتمد على التوقف عن اصدار الاحكام والتوقف عن المقارنات
وايضا يعتمد على التعبير عن المشاعر ، ولابد من التعرف على المشاعر اولا
حتى يمكن التعبير عنها ، ولكن المشكلة هنا هو ان اغلب الناس في العلاقات لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم
لأنهم قد فقدوا التواصل معها منذ أمد طويل .

ثمن عدم التعبير عن المشاعر في الحياة الزوجية :

المشاعر لدى أغلب الناس للاسف لا تعتبر ذات أهمية تذكر
فلذلك مخزوننا من الكلمات التي نصف بها الاخرين ونقوم بالحكم عليهم أكبر بكثير من الكلمات التي تعبر عن مشاعرنا بوضوح
فلقد تدربنا على التفكير بالعقل بدلا من التواصل مع مشاعرنا
وهذه البرمجة السلبية في التربية أدت إلى التساؤل الدائم عن رأي الاخرين بنا
والتركيز على تحقيق توقعات الاخرين عنا ، وذلك بدلا من التركيز على نظرتنا لأنفسنا وفعل ما نحبه ونرغب به
وهذا أدى إلى ان يشعر كلا الزوجين بمجموعة من المشاعر ، ولكن لا يعرف كل منهما التعبير عن هذه المشاعر امام الاخر بشكل متوازن
مما يجعل كل طرف يتعامل مع الاخر على انه شخص لا يعرفه ، لأنه لم يتعرف بعد على مشاعره
مما يؤثر بشدة على علاقة الزواج الاسلامي التي تجمع الطرفين .

إخفاء المشاعر كطريقة للتعايش :

يبدو الاعتراف بالخوف شيء مستحيل بالنسبة للعديد من الناس ، نتيجة الخوف من الظهور بمظهر الضعيف امام الاخر
وايضا الخوف من رد فعل الاخر ، ولكن علينا ان نعترف بطبيعتنا البشرية ، فالاعتراف بالخوف يجعلنا بشر
والاعتراف امام الاخر بمصادر الخوف والقلق يجعل الاخر يفهمنا بشكل جيد ، بدلا من ان يعاني من الحيرة وعدم الفهم
وهذه الحيرة تؤدي إلى نقص التعاطف مع الاخر داخل الزواج
ولكن التعبير عن مشاعر الخوف تساعد الاخر في ان يتعاطف معنا .

المشاعر في مقابل الافكار :

من الأخطاء الشائعة في التعامل داخل علاقة الزواج استخدام كلمة ” أشعر بــ ” في موضع التعبير عن الأفكار او تفسيرات أفعال الاخر
مما يؤدي إلى عدم التعبير عن المشاعر بوضوح
ولكن يمكن فهم مشاعرك عن طريق معرفة ان هناك مشاعر محتملة عندما يتم تلبية احتياجاتك
وهناك مشاعر اخرى محتملة ناتجة عن عدم تلبية احتياجاتك
فعندما يتم تلبية احتياجاتك تشعر بعدة مشاعر مثل : التأثر او السلام او الاشباع او البهجة او التوهج او الراحة او الاسترخاء
او الاستمتاع او الهدوء او الفخر او التقدير او الحب او الشكر او الامان او السعادة او الافتتان .. الخ
ولكن عندما لا يتم تلبة احتياجاتك تشعر بعدة مشاعر مثل : الخوف او الاشمئزاز او الاجهاد او الغضب او الغيرة
او العصبية او الحزن او التوتر او عدم الرضا او الوحدة او الملل او الاحباط او الغم او البؤس
او العجز او الاستياء او عدم الاستقرار او القلق .. الخ .

ومن مجمل هذا يتضح ان التعبير عن المشاعر هو مهارة يمكن تعديلها بالممارسة
ولابد من الصبر على الذات ، من اجل تطوير هذه المهارة في الحياة الزوجية
فيقول الله تعالى في سورة الرعد : ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ” .

ومن اجل معرفة تفاصيل أوضح عن العلاقات الاسرية وخطوات التواصل الناجح يمكنك زيارة موضوعات مودة . نت .

أكثر من 7 مليون مشترك يبحث عن نصفه الآخر

اشترك الان مجانا