التعدد من أسباب زيادة الرزق

يعتبر التعدد أحد اسباب زيادة الرزق فكلنا نعلم ان الله تعالى خلق الخلائق على وجه الأرض، وكلف ذاته العلية بأن يرزقهم، فالمخلوقات مطلوب منها السعي والله هو الرزاق، يقول عز من قائل في سورة هود :
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)،
كما أمرنا الشرع الحنيف أن نتتبع الرزق بتتبع أسبابه، حيث جعل من أسباب زيادة الرزق الزواج، يقول الله تعالى :
(وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)،
وعليه فهذا المقال مخصص في البحث في أن التعدد من أسباب زيادة الزق في الإسلام
هل التعدد من أسباب زيادة الرزق؟
لقد شاع هذا السؤال بشكل كبير بين الشباب في هذه الايام، وخصوصًا عند من يعانون من ضيق ذات اليد، وعليه سنقوم بالإجابة على السؤال من خلال النقاط التالية:
من مفاتيح الرزق النكاح:
إن في الإسلام العديد من مفاتيح الرزق، حيث يعتبر الزواج هو أحد هذه المفاتيح، يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
(ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَاف).
ما ورد عن كبار الصحابة:
أن الزواج يزيد في الرزق، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (التمسوا الغنا بالنكاح).
الزوجة تجلب الرزق:
فلقد قال العلامة الزمخشري (إن الرزق هنا لا ينحصر بالمال، فالولد رزق والعلم رزق وسكينة النفس رزق والزوجة الصالحة رزق، كما ورد عن الزمخشري قوله: (تزوجوا النساء فإنهن يأتين بالمال)، وهذه دعوة للفقير للزواج.
تزوجوا فإن في الزواج بركة
فلقد قال الإمام المناوي إن الزواج مجلبةٌ للرزق، وهو لا يقصد به الزواج الأول فقط،
فتعدد الزواجات يفتح للرجل أبواب الرزق على شرط أن يخلص النية لله تعالى بأن يكون زواجه بهدف غض البصر وتحصين الفرج والبعد عن الفاحشة،
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لِعِزِّهَا لَمْ يَزِدْهُ اللهُ إِلَّا ذُلًّا، وَمَنْ تَزَوَّجَهَا لِمَالِهَا لَمْ يَزِدْهُ اللهُ إِلَّا فَقْرًا، وَمَنْ تَزَوَّجَهَا لِحَسَبِهَا لَمْ يَزِدْهُ اللهُ إِلَّا دَنَاءَةً، وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَمْ يَتَزَوَّجْهَا إِلَّا لِيَغُضَّ بَصَرَهُ أَوْ لِيُحْصِنَ فَرْجَهُ، أَوْ يَصِلَ رَحِمَهُ بَارَكَ اللهُ لَهُ فِيهَا، وَبَارَكَ لَهَا فِيهِ) رواه الطبراني
قول الإمام الشافعي :
أما الإمام الشافعي فقد قسم الناس إلى رجل قادر على الباءة والإنفاق،
ورجل غير قادر على الإنفاق ولكنه يثق بما عند الله من الرزق،
ورجل غير قادر على الإنفاق ولكن ثقته برزق الله له مضطربة،
وفي هذه الحالة يقول الإمام الشافعي:
الرجل الذي ليس لديه قدرة على الإنفاق ولكن ثقته بما عند الله من الرزق كبيرة، عندها سيكون الزواج أو التعدد باب من أبواب الرزق.
بعض النصوص الشرعية ورأي العلماء فيها
لقد ورد العديد من الآيات والأحاديث وأقوال السلف فيما يخص ارتباط الزواج بزيادة الرزق، وفيما يلي آراء مفصلة فيما يخص ذلك:
قول الله تعالى في سورة النور
(وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عليم)،
فلقد قال السعدي إن قوله تعالى (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه)، دليل لا يقبل الريب في أن الله تعالى سوف يرزق طالب الزواج الذي يريد التعفف،
فمن يطلب الزواج وهو واثق بفضل الله وسعة كرمة عليه ألا يخشى على رزق زوجاته وعياله بعد الزواج فالله واسعٌ عليم
كما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
(ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ : الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ العفاف)،
وهو حديث رواه الترمذي وحسنه الألباني، وقد قال ابن عباس عن هذا الحديث أن فيه ترغيب الرجال على الزواج وهو يشمل الأحرار والعبيد،
وقد رواه الطبري عن طريق أبي طلحة، وهي طريق معتمدة وصحيحة عن ابن عباس
كما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (التمسوا الغنا بالنكاح)، حيث رواه ابن جرير الطبري في جمع التأويل،
أما سند الحديث ففيه انقطاع بين عبد الله بن مسعود والقاسم بن الوليد
وقال الصديق أبو بكر رضي الله عنه :
(أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ، ينجز لكم ما وعدكم من الغنى)،
وقد رواه ابن أبي حاتم بسندٍ مرسل.
وورد عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله (التمسوا الغنى في الباءة)،
وقد رواه ابن أبي حاتم في التفسير، وفي سنده انقطاع بين عمر بن الخطاب و إبراهيم بن محمد بن المنتشر وهو من بين صغار التابعين.
كما ورد عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله:
(عجبت لرجل لا يطلب الغنى بالباءة ، والله تعالى يقول في كتابه:
(إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه)،
وقد رواه السخاوي في كتاب المقاصد الحسنه عن معمر عند قتادة،
حيث أن السند بين قتادة وعمر بن الخطاب منقطع