التعامل مع القلب المجروح

عندما تفشل العلاقة يشعر الفرد بالحزن وكسرة القلب لأن الحزن نوع من أنواع المشاعر المرتبط بفكرة فقد شيء مادي أو معنوي سواء فقد حبيب أو صديق أو فقد الصحة أو جزء من الجسم وفيه كلمات كتير بتعبر عن الحزن مثل : مكتئب – بائس- ليس لديه حيلة – مصاب بخيبة أمل .. الخ ويعبر الفرد عن حزنه للأشخاص المقربين له فعندما يحدث موقف محزن ولم يكن هناك أي شخص يعرفه الفرد هنا يكون الشخص في مرحلة الصدمة حتى يرى شخص قريب من قلبه وهنا ينفجر في البكاء .
هناك عدة طرق للتعامل مع القلب الجريح منها :
1- ايجاد تحدي آخر :
هناك بعض الناس من يقولون أنه يجب ايجاد حب جديد لمحو آثار الحب القديم ولكن أفضل طريقة للتغلب على قصة حب فاشلة هي التركيز على شيء ما مختلف عن الرجال والحب أي أن يعطي الفرد نفسه فرصة لتحدي جديد وهناك قاعدتين أساسيتين :
لابد أن يكون شيء يستمتع به الفرد في فعله كل يوم لمدة طويلة .
لابد أن يعطي الفرد احساس بالانجاز في نهاية الأمر .
فمثلا إذا كانت الفتاة تحب الطبخ فمن الممكن أن تقوم بشراء كتاب للطبخ وتطبخ كل يوم أكلة جديدة حتى تقوم بعمل كل الأكلات الموجودة في الكتاب أو من الممكن أيضا تعلم لغة جديدة وفي نهاية فترة معينة يصبح لدى الفتاة لغة جديدة تم تعلمها .
2- البحث عن هواية جديدة :
التغلب على العلاقة الجديدة تعتمد على التشتيت واكتشاف اهتمامات جديدة يمكنه أن يفتح للفرد آفاقا جديدة في العالم ومن الممكن أن ينتهي الحال بالفرد إلى تعلم مهارة جديدة ومقابلة أشخاص جدد يؤثرون في حياة الفرد وهذا يعني بداية حياة اجتماعية جديدة . إنه من الرائع أن يكتشف الفرد اتجاه جديد في الحياة مغاير لاتجاه شريك حياته السابق وفي بعض الأحيان يكون من الصعب المضي قدما في حالة كان هناك أصدقاء مشتركين أو أماكن مشتركة يتم التردد عليها ولكن هواية جديدة ستفتح أبواب جديدة وتعمل على اتساع العالم في اتجاهات مختلفة . وهناك بعض الأفكار :
– التمرينات الرياضية التي تتيح للفرد مقابلة أشخاص آخرين والتمتع بتعلم رياضة معينة محببة إلى القلب ومما لاشك فيه أن الرياضة جيدة للقلب والعقل والروح فهي تحفز إفراز هرمون الاندورفين المسئول عن السعادة وهذا الهرمون يفيد في تحمل الضغوط ومواجهة الأزمات .
– العمل التطوعي وسيلة جيدة لعدم التفكير في المشكلات الذاتية فمن الممكن مساعدة المكفوفين او الصم أو توصيل طعام إلى الفقراء والمحتاجين أو القيام بحملات للتبرع بالدم أو كتابة ملفات لغير المبصرين أو اعمار مساجد أو جمع تبرعات للفقراء والمحتاجين .. الخ .
– وأيضا العمل التطوعي يشعر الفرد بأهميته وتصبح صورته الذاتية عن نفسه صورة ايجابية فعندما يتحول انتباه الفرد إلى شخص آخر وخصوصا لو كان هذا الشخص يعاني من ألم وحاجة هنا ينسى الفرد نفسه وينسى آلامه وذاباته وينغمس في التعاطف مع الشخص الآخر الذي يحتاج إلى مساعدة فالعمل التطوعي يساعد في الاقلال من تمركز الفرد حول ذاته .
3- إعادة العلاقات مع الأصدقاء :
معظم الفتيات يقمن بإهمال صديقاتهن في حالة الوقوع بالحب لأنهن يفضلن قضاء كل وقتهن مع شريك الحياة ولكنهن لا يشعرن بفظاعة ما حدث إلا بعد الانفصال وبعد ادراك مدى وحدتهن ولكن ربما جاء الوقت للتوقف عن الأسف على الحال والبدء في حياة جديدة .
ووضع طاقات الفتاة في إعادة العلاقات مع الصديقات سوف يكون بمثابة عامل للتشتيت جيد جدا وهنا ستقوم الفتاة بإعادة بناء مجموعة الدعم الخاصة بها مما يجعلها تشعر بالقوة والتحكم في الحياة والشعور بالسعادة والثقة بالنفس والصورة الايجابية عن الذات .
4- قراءة الكتب :
من السهل أن يجد الفرد نفسه جالسا في المنزل بدون أن يفعل أي شيء وهنا يبدأ الفرد في اعادة اجترار الماضي وماحدث في العلاقة السابقة وكيف انقلبت الأوضاع رأسا على عقب هنا يكون الوقت ملائم للذهاب إلى المكتبة وشراء مجموعة من الكتب . وعند اختيار الكتب من الممكن اختيار الكتب التي لايقرأها الفرد عادة ويجب تجنب الروايات الرومانسية من الممكن البحث عن روايات متعلقة بالجريمة أو الرعب أو الخيال العلمي حتى تجذب الانتباه وتجعل الفرد لا يستطيع التوقف عن القراءة .
وكلما استطاع الفرد أن يعيش في عالم منفصل عن العالم الذي يعيش فيه ويقوم بعزل نفسه في عالم مختلف كلما كان من الأسهل عليه التوقف عن الشعور بالبؤس والتفكير في شريك الحياة السابق .
ومن مجمل هذا يتضح أن الشعور بالحزن بعد انتهاء العلاقة العاطفية شيء طبيعي ولكن الحزن له مراحل فأول مرحلة فيها يشعر الشخص بأنه ضعيف وبعد ذلك يشعر الشخص بالندم من جراء العلاقة ويفكر في عدم الوقوع في الحب مرة أخرى ويعتقد أنه كان مغفلا عندما وقع في الحب ثم بعد ذلك يشعر بالغضب من الطرف الآخر ويرغب في الانتقام منه ومن الممكن أن يتذكر الفرد ذكريات لأحداث جميلة جمعته مع شريك الحياة السابق وهذا يخفف من حدة الشعور بالحزن ويجب ألا يستسلم الفرد للشعور بالحزن وعليه أن يبذل مجهود من أجل التغلب على ذلك .