التعامل مع الغضب في العلاقة الزوجية

2018/10/07

كلما تم اكتشاف الغضب مبكرا في العلاقة الزوجية فإن فرصة التعامل معه بشكل متوازن تكون أكبر
فلا تقوم بخداع ذاتك عن طريق قول ان مشاعر الغضب البسيطة لا تستحق الشجار
فالأزمات الكبرى في العلاقة الزوجية هي في العمق عبارة عن تراكمات وتجمعات لمشاعر غضب صغيرة
وهناك عدة خطوات تساعدك في التعامل مع الغضب بشكل متوازن ومنها ما يلي :

1-اكتشاف مشاعر الغضب في العلاقة الزوجية من خلال الجسد :

المشاعر التي نشعر بها يتم اختزانها في الجسد
فالجسد يعمل كمؤشر هام جدا لقياس المشاعر المختزنة
فعندما تشعر بتقوس الاكتاف او مشكلات الجهاز التنفسي او مشكلات الكبد او ارتفاع ضغط الدم او اي مشكلة صحية اخرى
فربما يعد هذا مؤشر على تراكم مشاعر الغضب بداخلك
ولذلك لابد من فحص العلاقة وتقييمها من اجل اكتشاف نقاط القوة ونقاط الضعف التي تجمعك بشريك حياتك في العلاقة الزوجية.

2- تخلص من مشاعر الغضب في العلاقة الزوجية :

وهذا عن طريق ممارسة الرياضة او التأمل او كتابة ما يضايقك ويعتمل في نفسك بخصوص العلاقة الزوجية التي تجمعك بالطرف الاخر
او عن طريق لكم الوسادة او الصراخ في مكان مغلق كالسيارة مثلا
فالمهم هنا ان تقوم بالتنفيس عن طاقات الغضب التي تشتعل بداخلك
وذلك قبل ان تصبح كالسم الذي ينخز في العلاقة الزوجية التي تجمعك بالطرف الاخر .

3- تحديد ما الذي ستقوله في العلاقة الزوجية :

عليك ان تقوم بتحديد ما الذي ستقوله للطرف الاخر في العلاقة الزوجية
من اجل ألا تتفوه بكمات تجرح الطرف الاخر وتندم عليها بعد ذلك
وعليك ان تخبر الطرف الاخر بمشاعرك تجاه ما حدث وضايقك
وعليك ان تنتقد السلوك وليس الشخص
فلا تقول انا لا احبك ولكن قل التصرف الذي فعلته لم احبه
كما انه عليك ان تخبر الطرف الاخر بأنه يعني لك الكثير وانك تقدر مجهوداته من اجل إنجاح العلاقة الزوجية
فهذا سيعمل على تسهيل التواصل بينكما لأن مشاعر المودة والاحترام من الهام جدا ان تتواجد حتى في أعتى الخلافات .

4- استخدام الطرف الثالث ولكن بضوابط معينة في العلاقة :

الطرف الثالث هو شخص ما تستخدمه من اجل التوفيق بينك وبين الطرف الاخر في العلاقة الزوجية
ولكن هذا الطرف الثالث من الممكن ان يكون نعمة او نقمة في طريق العلاقة الزوجية التي تجمعك بالطرف الاخر
فمشاعر واهواء وافكار الطرف الثالث تتدخل في العلاقة
فلذلك من الهام جدا ان تتواصل مع الطرف الاخر وجها لوجه بدون اي وسيط او طرف ثالث
حتى يكون التواصل بشكل مباشر بينكما تجنبا لحدوث سوء الفهم

ولكن اذا لم تستطع ان تتواصل مع الطرف الاخر بشكل مباشر يمكنك وقتها الاستعانة بطرف ثالث
ولابد من ان يكون هذا الطرف الثالث شخص حكيم
حتى يتواصل بشكل فعال معك ومع شريك حياتك من اجل مساعدتكما على حل الازمة التي تمرون بها
ولكن اذا تم استخدام طرف ثالث ولم يتصف بالحكمة الكافية فإن ذلك يعمل على ان تنقلب علاقتك بشريك حياتك رأسا على عقب

لأنه هنا سوف يعمل على إثارة العديد والعديد من المشاعر السلبية بداخلكما
ولا يتم التخلص من هذه المشاعر السلبية بينكما لأن الطرف الثالث لا يستطيع التعامل بحكمة مع هذه المشاعر
ولذلك من الهام جدا ان يكون الطرف الثالث شخص حكيم ومتوازن
ربما يكون هذا الشخص من الاسرة او متخصص في الارشاد الاسري والصحة النفسية
حتى يكون معول بناء لا هدم في العلاقة التي تجمعك بشريك حياتك .

ومن مجمل هذا يتضح ان مشاعر الغضب في العلاقة الزوجية ليس بها مشكلة
وانما المشكلة كلها في التعامل مع مشاعر الغضب هذه بحيث تكون ذات نفع في العلاقة الزوجية ولا تكون ذات ضرر في العلاقة
وهذا يتم عن طريق الاعتراف بالخطأ في الوقت المناسب
فالتكبر عن الاعتراف بالخطأ يضر اكثر مما ينفع
فعليك ان تعترف بخطئك اذا اخطأت وعليك ان تسامح الاخر عندما يخطيء
فالوقوع في الخطأ جزء من الطبيعة البشرية ويتعلم الانسان بالمحاولة والخطأ

فيقول النبي صلى الله عليه وسلم :” كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ” رواه الترمذي وحسنه الألباني

ومن اجل معرفة تفاصيل أخرى حول تأثير المشاعر على علاقة الزواج يمكنك زيارة مقالة بعنوان عقبات توازن علاقة الزواج الاسلامي .

أكثر من 7 مليون مشترك يبحث عن نصفه الآخر

اشترك الان مجانا