التعامل مع الصعوبات الزوجية بحكمة وصبر في الزواج الإسلامي

2023/04/26

الزواج هو عبادة وسنة ومؤسسة اجتماعية تقوم على المودة والرحمة والتعاون بين الزوجين.
ولكن لا يخلو أي زواج من بعض الصعوبات والمشاكل التي تحتاج إلى حلول وسطية وتفاهم وتسامح.
في هذا المقال سنتحدث عن كيفية التعامل مع الصعوبات الزوجية بحكمة وصبر في ضوء تعاليم الإسلام.

أسباب الصعوبات الزوجية

قبل أن نتطرق إلى كيفية التغلب على الصعوبات الزوجية، لابد من معرفة أسبابها وأنواعها.
فالصعوبات الزوجية قد تنشأ من عدة عوامل، منها:

  • الخلافات في المبادئ والقيم والأهداف:
    فقد يكون لكل زوج رؤية مختلفة عن دوره في الأسرة أو عن طريقة تربية الأولاد أو عن المستوى المادي أو الثقافي أو الديني الذي يرغب في تحقيقه.
  • الضغوطات الخارجية:
    فقد يتأثر الزواج بالضغط المهني أو المالي أو الأسري أو الصحي أو الاجتماعي،
    وقد يؤدي ذلك إلى توليد التوتر والانفعال والانفصام بين الزوجين.
  • الروتين والملل:
    فقد يفقد الزواج جاذبيته وروحانيته بمرور الزمن، إذا لم يحافظ الزوجان على تجديد حبهما وإثارة شغفهما وإضافة بعض التغيير والمفاجآت إلى حياتهما.
  • الشخصية والطباع:
    فقد يكون لكل زوج شخصية مستقلة وطبع مختلف،
    قد يؤدي إلى حدوث بعض التضاربات والخلافات في المشاركة أو التفاهم أو التقدير أو التكامل.

اقرأ أيضا : ” كيف تتجنب مشكلات فترة التعارف ؟ “.

طرق التعامل مع الصعوبات الزوجية

بعد أن تعرفنا على بعض الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الصعوبات الزوجية،
نأتي إلى كيفية التغلب عليها والتعامل معها بحكمة وصبر.
وفي هذا الصدد، نقترح بعض الطرق التالية:

  • التواصل والحوار:
    فهذا هو المفتاح الأساسي لحل أي مشكلة زوجية،
    فالزوجان يجب أن يتحدثان بصراحة وأمانة عن مشاعرهما وآرائهما ومطالبهما ومخاوفهما،
    وأن يستمعان بتفهم وتقبل إلى ما يقوله الآخر،
    وأن يحترمان اختلافاتهما ويسعيان إلى التوافق والتنسيق.
  • الإحسان والإحساس:
    فالزوجان يجب أن يتعاملان مع بعضهما بالمعروف والإحسان، كما أمر الله تعالى:

{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].

  • وأن يتحلى كل منهما بالإحساس بحال الآخر، وأن يشاركه في فرحه وحزنه، وأن يدعمه في شدته ورخائه، وأن يكون له عونًا وسندًا.
  • الصبر والتسامح:
    فالزوجان يجب أن يتصبران على عيوب بعضهما وأخطائهما، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“لا تفروض على نفسك مثلاً لزوجك، فإذا رأيت منه مكروهًا فلا تغضب، فإن لك من حسناته مثلاً” [رواه ابن حبان].

  • وأن يتسامحان في المودة والرحمة، كما قال تعالى:

{فَإِمَّا تَعَاسُرُونَ فَسَتُغْفِرُ لَهُ رَبُّكُمْ} [الطلاق: 4].

اقرأ أيضا : ” تأثير نفاذ الصبر سريعا على العلاقات “.

  • الإستشارة والإستعانة:
    فإذا لم يستطع الزوجان حل مشكلاتهما بينهما، فيمكنهما اللجوء إلى الإستشارة من شخص حكيم وعادل وموثوق، يمكن أن ينصحهما ويوجههما ويصلح بينهما، كما قال تعالى:

{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35].

  • ويمكنهما أيضًا الإستعانة بالله تعالى بالدعاء والصلاة والصدقة والتوبة، فإن الله هو القادر على كل شيء، كما قال تعالى:

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].

اقرأ أيضا : ” معتقدات خاطئة حول استحقاق الحب “.

في الختام، نقول أن الزواج الإسلامي هو نعمة من الله تعالى،
يجب أن نشكره عليها ونحافظ عليها. وأن الصعوبات الزوجية هي اختبار من الله تعالى،
يجب أن نتجاوزه بحكمة وصبر.
وأن التعامل مع الصعوبات الزوجية يتطلب من الزوجين التواصل والإحسان والصبر والإستشارة والإستعانة.
وأن الله تعالى هو المولى والنصير لكل من يريد الخير والسعادة في حياته.

أكثر من 7 مليون مشترك يبحث عن نصفه الآخر

اشترك الان مجانا