التعاطف جوهر التواصل داخل العلاقات

الطبيعة الانسانية تعتمد على تبادل الأخذ والعطاء ، وهناك بعض الناس عندما يتعرضون لظروف سيئة يفقدون الشفقة والرحمة ، وهناك من يتعرض للظروف السيئة فيستجيب لها بأن يكون أكثر رحمة وعطف على الاخرين .
دور اللغة في التعاطف :
اللغة وطريقة استخدام الكلمات داخل مؤسسة الزواج الاسلامي لها دور كبير في التعاطف ، وطريقة التحدث والاستماع ايضا للطرف الاخر تؤثر بشدة على مستوى التعاطف داخل العلاقة ، وهذا يسمى التواصل غير العنيف ، فعندما يكون القلب خالي من العنف نعود إلى حالتنا الطبيعية من التعاطف ، فإذا كان هناك جرح في القلب فإن الفرد بدون وعي منه يجرح الاخر بشدة باستخدام الكلمات .
تركيز الانتباه خطوة من اجل التعاطف :
بدلا من ان تكون كلماتنا رد فعل تلقائي وتجرح الاخر ، عند تركيز الانتباه وادراك ما تلاحظه وتشعر به وتريده ، سوف تستطيع التعبير عن ذاتك بوضوح وشفافية ، وفي نفس الوقت تمنح الاخر داخل مؤسسة الزواج الاسلامي مقدار من الاهتمام والتفاعل والاحترام والتعاطف ، ونظرا لأن التعاطف سوف يحل محل البرمجة السلبية القديمة في التعاطف فهذا سوف يساعد الفرد على ادراك احتياجاته واحتياجات الاخر ، كما ان المقاومة وردود الافعال العنيفة والدفاعية سوف تقل بشكل ملحوظ ، لأن التعاطف سوف يحل محل اطلاق الاحكام ، ومن هنا تتولد الرغبة في العطاء من القلب .
العطاء من القلب يثري حياة الطرف الاخر :
عندما تعطي من القلب فإنك تشر ببهجة تشع من داخلك ، وهذا يفيد من يعطي ومن يأخذ داخل علاقة الزواج ، فالطرف الذي يأخذ يستمتع بالهبة التي حصل عليها بدون الشعور بمشاعر الذنب او الخجل او الخوف او الرغبة في فعل شيء في المقابل ، كما ان الطرف الذي يعطي يستفيد من ارتفاع تقديره لذاته ورؤية مجهوداته في إسعاد الطرف الاخر ، مما يثري العلاقة بين الزوجين .
خطوات التعاطف من اجل التواصل :
من اجل الوصول إلى تعاطف قوي من اجل التواصل في علاقة الزواج يمكن القيام بأربعة خطوات أساسية ، فلابد ان تلاحظ أولا ما يحدث بشكل فعلي أمامك في الموقف ما الذي يقوله او يفعله الطرف الاخر ، ولابد وان تفعل ذلك بدون اصدار اي تقييم او حكم ، ثم بعد ذلك تقوم بتحديد ما تشعر به تجاه الموقف ، هل تشعر بالخوف ام الغضب ام الحزن ام الاستمتاع ام الذنب ام الخجل ؟ .. الخ ، ثم بعد ذلك تقوم بتحديد الاحتياجات التي ترتبط بالمشاعر التي قمت بتحديدها ، وهذا يساعدك على فهم ذاتك بوضوح .
ومن مجمل هذا يتضح ان التعاطف هو جوهر التواصل بين الزوجين ، ولابد من مراعاة ذلك في التعامل مع الطرف الاخر في الحياة الزوجية ، عن طريق صياغة أهدافك بوضوح امام الطرف الاخر ، ولكن بشكل لين وبسيط ، ومراعاة مشاعر الاخر تجاه هذه الاهداف ، فالتفاهم هو اساس العلاقة مع الاخر .
ومن اجل معرفة تفاصيل أوضح عن العلاقة مع الشريك وطرق فهم الاخر بكل سهولة ، والاحتياجات النفسية العميقة التي تؤثر في العلاقات بشكل خفي تماما ، يمكنك زيارة موضوعات مودة . نت .