التعاسة العاطفية

كلنا نمر بلحظات أليمة على الصعيد العاطفي ولكن التعاسة العاطفية اختيار
وذلك لأنه عندما تقوم بربط سعادتك بتواجدك في علاقة عاطفية فإنك هنا تضع مشاعرك على المحك
لأن مسار علاقتك بالطرف الآخر هو ما يحدد مقدار سعادتك أو التعاسة العاطفية التي تشعر بها .
دور الضحية يزيد من التعاسة العاطفية :

إذا مررت بتجربة مؤلمة وقررت لعب دور الضحية بشكل غير واعي فإنك هنا تزيد من مقدار التعاسة العاطفية التي تشعر بها
وذلك لأنك هنا قررت أن يتحكم شخص آخر في مشاعرك
والانغماس في لعب دور الضحية يجعل من العسير رؤية الدروس المستفادة من التجربة المؤلمة
مما يجعل الخروج من حالة التعاسة العاطفية أمر صعب الحدوث جدا
لأن لعب دور الضحية يجعل الفرد يشعر بالظلم والاستياء والغضب من الطرف الآخر الذي قد تركه أو تسبب في أن يتألم
وهذا يجعله يرفض كل ما يقوم برفع روحه المعنوية ويشعره بمشاعر جميلة
لأنه يريد بشكل غير واعي أن يعيش حالة من الألم
مما يجعله يتجه نحو أشخاص يجعلونه يشعر بالألم بشكل غير واعي
كما أنه ربما يقوم باختلاق مشكلات مع من حوله من أجل أن يشعر بمشاعر سلبية هو ومن حوله أيضا .
فخ المقارنة يزيد من التعاسة العاطفية :

كل منا لديه حياة أسرية وعاطفية مختلفة تماما عمن حوله
ولذلك فإنه عندما يقارن الفرد حياته بحياة من حوله فإنه يزيد من المشاعر السلبية التي يشعر بها
لأنه يركز فقط على مميزات حياة الآخرين ويغفل تماما أنهم لديهم مشكلات في حياتهم
وهذا يزيد من التعاسة العاطفية التي يشعر بها
كما أن المقارنة تجعل الفرد يشعر بالسوء تجاه ذاته
كما أنه يقوم بانتقاد ذاته لأنه لم يحقق نجاحات أسرية أو عاطفية مثل التي حققها من حوله
مما يزيد من مشاعر عدم الرضا وعدم الأمان ، وهذا يساهم بالطبع في زيادة معدل التعاسة العاطفية .
العيش في الماضي يزيد من التعاسة العاطفية :

التعاسة العاطفية تزداد كلما ركز الفرد على الماضي وأهمل الحاضر تماما
لأن انتقاد الذات والشعور بالذنب تجاه أخطاء ماضية لن تعمل على اصلاح الحاضر
وإنما تزيد من المشاعر السلبية التي يشعر بها الفرد على الصعيد العاطفي
لأن التفكير في كل يوم على علاقة انتهت بالفشل يجعل الفرد يغض الطرف عن العلاقة الحالية التي بيده إصلاحها الآن
فكل يوم يحمل فرصة جديدة من أجل تعميق أواصر الحب والمودة داخل الأسرة
ولكن الفرد عندما يعيش في الماضي فإنه يفقد الفرصة اليومية التي تستطيع جمعه بشريك حياته الحالي بطريقة محبة وجميلة
فهنا يفقد الفرد العلاقة الماضية ويفقد الاستمتاع بمشاعر جميلة في العلاقة الحالية
مما يزيد من معدل التعاسة العاطفية .

ومن مجمل هذا يتضح أن التعاسة العاطفية عبارة عن تراكمات لفرص يومية ضائعة في إصلاح العلاقة مع الشريك
ويمكنك التواصل مع مرشد أسري لمساعدتك على إزالة المشاعر السلبية التي تمنعك من استشعار المودة والرحمة في علاقتك بالشريك
ويمكنك معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان: “ 4 نصائح لعلاقة زوجية طويلة الأمد ” في مدونة مودة للزواج .
فيقول الله تعالى في سورة الرعد : ” إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ “
ولذلك فإن التحرر من التعاسة العاطفية هو عبارة عن قرار يتبعه بذل مجهود من أجل اصلاح العلاقة مع الطرف الآخر .