الاتجاهات التاريخية التي هددت استقرار الزواج

الزواج امر متغير تماما عبر العصور ، فكل عصر له مميزاته وعيوبه وخصائصه المميزة ، والتي تختلف تماما عن اي عصر اخر ، مما يجعل هناك عدة احداث تاريخية قد أثرت بشكل مباشر او غير مباشر على العلاقة بين الزوجين وذلك على مدار العديد من القرون ، ومنها ما يلي :
1-التقدم الطبي :
الان ارتفع مستوى المعيشة ، وتقدمت علوم الطب ، مما ادى إلى طول عمر الزوجين مقارنة بالاجداد والاسلاف ، فمنذ خمسة قرون كان متوسط العمر هو اربعين عاما ، نتيجة شيوع الامراض المعدية والمجاعات والحروب .. الخ ، ولأن فقد الزوج او الزوجة يكون بشكل مبكر عن ايامنا هذه فهذا معناه ان مفهوم الاسرة والزواج والعلاقة ذات المدى الطويل غير واضحة في أذهاننا ، مما أدى إلى النشأة على عدم الاستعداد للدخول في علاقات طويلة المدى .
2- تطور مفهوم العلاقة بين الزوجين :
فمن المنظور التاريجي كانت العلاقة بين الزوجين طريقة لاستمرار الحياة على كوكب الارض ، فكانت الخلافات والمشكلات بين الزوجين اشياء ثانوية مقارنة بمشكلات البقاء على قيد الحياة ، ولكن بعد ذلك اصبحت العلاقة بين الزوجين عبارة عن شراكة اقتصادية ، فالاسر الغنية تصاهر أسر غنية ، والاسر الكادحة تصاهر أسر كادحة .
3- خروج المرأة للعمل :
بعد الحرب العالمية الثانية وخروج المرأة للعمل ، أصبح هناك تغير جذري في شكل الحياة بين الزوجين ، فكان وضع المرأة قبل الحرب العالمية الثانية مختلف عن وضعها بعد الحرب العالمية الثانية ، فكانت المرأة قديما أمامها طريقة واحدة للاستقرار الاقتصادي هو ان تنشأ في اسرة غنية او تتزوج رجل غني ، ولكن المرأة الان اصبح امامها اختيار اخر وهو العمل ، مما زاد من استعداد المرأة للطلاق والخروج من مؤسسة الزواج الاسلامي ، فإن كانت المرأة قديما مجبرة على تحمل وضع لا يطاق ، فهي الان لديها اختيار الطلاق والقدرة على إعالة ذاتها ماديا .
4- السعي وراء الماديات :
المال هو جانب واحد من جوانب الحياة ، ولكن هناك بعض الازواج يقومون بالتركيز فقط على جمع المال ، مما يؤدي إلى اهمال جانب الزواج الاسلامي تماما ، مما يجعل العلاقة الزوجية تتداعى وتنهار شيئا فشيئا ،
يقول الله تعالى في سورة الهمزة : ” وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ” .
5- تسارع وتيرة الحياة :
اصبحت الان الحياة سريعة جدا ، ومليئة بالتكنولوجيا ، مما يؤدي إلى الافراط في التواصل مع الاصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، مما يؤثر على مدى جودة الوقت الذي تمضيه الاسرة مع بعضها بعضا ، لدرجة ان لا أحد لديه الوقت الكافي لأي شيء ، لان الحياة اليوم مليئة بالمشتتات ، مثل التليفزيون والانترنت ، فتم سرقة أوقات فراغنا ، فقد جعلت التكنولوجيا خطواتنا سريعة غير صبورة .
6- تقبل المجتمع لفكرة الطلاق :
قديما كانت فكرة الطلاق غير مقبولة تماما في بعض المجتمعات ، ولكن الان بعد شيوع حالات طلاق عديدة ، أصبح الطلاق امر مقبول نوعا ما ، مما ادى إلى التأثير على مدى جودة العلاقة بين الزوجين .
ومن مجمل هذا يتضح ان العلاقة بين الرجل والمرأة بشكلها الحالي نتيجة لعدة تأثيرات من أحداث ماضية ، وعلى كل من الرجل والمرأة تفهم ذلك ، من اجل فهم الوضع الحالي لشكل العلاقة الزوجية .
ومن اجل معرفة تفاصيل اخرى بشكل أوضح بين الرجل والمرأة والحياة الاسرية يمكنك زيارة موضوعات مودة . نت .