الأولويات الإسلامية في الحياة الزوجية

يمكن الحصول على علاقة زوجية مستقرة من خلال مراعاة الأولويات الإسلامية في الحياة الزوجية مما يساهم في ضمان سير الحياة الزوجية بشكل سليم
لأن العلاقات المستقرة تعمل على حفظ الكرامة وماء الوجه والمودة والأمان بين الطرفين ، مما يتيح فهم أعمق لطباع الطرفين ،
وذلك نتيجة التعبير عن المشاعر بين الزوجين تجاه المواقف والقضايا المختلفة ،
مما يجعل كل طرف يتخلى عن كبرياءه من أجل الحفاظ على حبه وعلاقته بالطرف الآخر ،
كما أن كل طرف يعتمد على الطرف الآخر فهو يراه الداعم والمساند ، كما أن العلاقة تتمتع بروتين معين يحفظ استقرارها .
العلاقات المستقرة :
هناك عدة مظاهر تشير إلى أن هذه العلاقة مستقرة ، أولها أن كل طرف لا يخاف من التعبير عن مشاعره بحرية وشفافية ،
فهو لا يخاف من رد فعل الطرف الآخر تجاه ما يريده ويحتاجه ، ولا يخاف من المطالبة بما يريد ،
فكل علاقة تنطوي على العديد من الصراعات والنزاعات وسوء الفهم والأخطاء والتوقعات ،
كما أن التعاطف و محاولة فهم منظور الطرف الآخر يجعل العلاقة أكثر استقرارا ،
لأن هنا كل طرف سوف لا يخاف من الظهور بشخصيته الحقيقية أمام الطرف الآخر ،
لأنه متأكد تماما بأن الطرف الآخر سوف يبذل مجهودا لكي يتفهم موقفه ، كما أن كل طرف يثق تماما بالطرف الآخر ،
نتيجة التحديات التي مرت بها العلاقة والتي عملت على تشكيل العلاقة وتطويرها وتحسين العلاقة بين الطرفين
ومساعدة كل طرف على النمو الشخصي .
اقرأ أيضا : ” أنماط الوقوع في الحب “.
العلاقات الصحية بين الزوجين :
العلاقات الصحية بين الزوجين تعتمد على التواصل الفعال بين الطرفين ، فلابد من مناقشة خمسة موضوعات أساسية مع الطرف الآخر ،
مثل تربية الابناء وادارة المال بين الانفاق والادخار والأهداف الشخصية للطرفين
والمواقف الأسرية في حياة الطرفين المؤثرة على حياتهما الزوجية وطرق ادارة الممتلكات ،
وعلى كل طرف الانصات لرأي الطرف الآخر ومحاولة فهم موقفه والتوصل لحل وسط يرضي الطرفين ،
كما أنه يجب إيجاد طرق من أجل تمضية الوقت مع الطرف الآخر بشكل عاطفي ورومانسي ،
مثل مشاهدة فيلم محبب للطرفين ، أو التنزه والسفر لمكان جديد ، أو الانخراط في ممارسة هواية محببة للطرفين ،
فالمهم هنا هو أن يتم تكريس وقت يمضيه الطرفين وهما يشعران بمشاعر ممتعة جدا ،
كما أنه يجب يجب تجنب التعليقات المهينة والسلبية في الحديث مع الطرف الآخر حول مشكلة ما أو موضوع ما ،
حتى يشعر كل طرف بأنه مسموع ومقدر داخل العلاقة ،
فهذا يجعل كل طرف يعلم تماما طريقة تعبير الطرف الآخر عن مشاعره وما الذي يريده ويحتاجه ،
كما أن كل طرف يشعر بأنه يحب ذاته حب غير مشروط ، فهو لا يربط حب ذاته بعمل أو مال أو ممتلكات ،
لأنه يرى أن ذاته أكبر من أي مال أو عمل أو ممتلكات .
العلاقات التي تقوم على الثقة المتبادلة :
لابد وأن تقوم العلاقات على الثقة المتبادلة بين الزوجين ، وهذا يتم عن طريق احترام وجهة نظر كل طرف تجاه مختلف القضايا والأمور
فمن الطبيعي أن ينظر كل طرف إلى نفس القضية بشكل مختلف تماما ، نتيجة اختلاف الأفكار والأحداث التي مر بها كل منهما ،
كما أنه لابد من وضع الهاتف الجوال جانبا ، من أجل التركيز مع الطرف الآخر في كل قول وحركة أثناء التواجد معه ،
حتى لا ينشغل كل طرف بهاتفه الجوال ويهمل تماما التواصل مع شريك حياته ، كما أنه لابد من التواصل مع مرشد أسري من أجل التحدث معه حول التحديات التي تمر بها العلاقة ،
فهذا يعمل على حماية العلاقة من الانتكاسات والمشاعرالسلبية التي تجعل العلاقة بين الطرفين مستحيلة ،
كما أنه يجب عدم نسيان الذات داخل العلاقة ، فلابد من الحفاظ على الهوية المستقلة للفرد بدلا من الانغماس التام والانخراط والذوبان التام ،
فيجب تمضية وقت فردي للتواصل مع الذات واكتشافها وتحديد مواطن القوة والضعف ،
فهذا يتيح فهم أعمق للذات مما يؤثر بشكل إيجابي على العلاقة مع شريك الحياة ،
لأن الفرد هنا سوف يعلم تماما ما الذي يستطيع فعله وما الذي يتعذر عليه فعله ، كما أنه يجب الشعور بالامتنان للعلاقة ،
ويجب التفكير في خمسة مزايا للطرف الآخر في صباح كل يوم وشكر رب العالمين على تواجد الطرف الآخر في الحياة ،
فهذا يعمل على زيادة تدفق المشاعر الايجابية داخل العلاقة ، كما أنه يجب الصبر على الذات وعلى الشريك في رحلة التواصل والتطور والنمو .
اقرأ أيضا : ” بناء الثقة المتبادلة في العلاقات الأسرية “.
العلاقات الآمنة :
الشعور بالأمان من أهم مقومات العلاقات الناجحة المستقرة بين الرجل والمرأة ،
ولذلك فإنه عندما يشعر كل طرف بأن الطرف الآخر يدعمه ويقف بجانبه في أحلك الظروف والمواقف فإنه سوف يشعر بأهميته وبكونه مقدر في العلاقة ،
كما أن الشعور بالأمان يزيد عندما يستطيع كل طرف التعبير عن مشاعره بحرية وشفافية وأن يتم احترام مخاوفه ومصادر قلقه وعدم أمانه ،
وليس أن يتم انتقاده بسبب أنه يقوم بالتعبير عن مشاعره ، كما أن كل طرف يتحمل مسئولية العلاقة ،
فلا يلقي باللوم على الطرف الآخر إذا ساءت الأمور ،
كما أن كل طرف يحترم دوره في اصلاح العلاقة لأنه يرى أنه مسئول عن تصرفاته في العلاقة وليس الطرف الآخر هو المسئول فقط ،
و كل طرف يتخلى تماما عن رغبته في أن يكون محقا طوال الوقت ، بل أن كل طرف يريد أن يستمع لوجهة نظر الطرف الآخر ،
كما أن كل طرف يقوم بإشباع احتياجات الطرف الآخر ، لأنه يريد أن يقوم بإعفافه ، فهذا يعمل على تقوية العلاقة بينهما وجعلها أكثر قوة وإشراقة .
العلاقات الداعمة من اهم الأولوليات الأولويات الإسلامية في الحياة الزوجية :
من أهم خطوات الحصول على علاقة ناجحة هو أن يقوم كل طرف بتدعيم ومساندة الطرف الآخر ،
مما يخلق شعور بالأمان وشعور بالثقة وإتاحة فرص أكبر للنمو الشخصي ، وزيادة القدرة على تخطي الصعاب والتحديات ،
وهذا عن طريق التواصل البصري مع الطرف الآخر أثناء المحادثة ، والوفاء بالعهود ،
لأن العمل على إخبار الطرف الآخر بأنك سوف تفعل فعل ما ولا تفعله فإن هذا يعمل على زعزعة الثقة بين الطرفين ،
مما يقود إلى الشعور بعدم الاستقرار ، كما أنه يجب تجنب المقاطعات ، ويجب الاعتراف بالخطأ ،
وتحمل مسئولية الأخطاء ، كما أن الثقة تتبخر تماما عندما يعد الفرد بأنه سوف يقوم بفعل ما ولايقوم به ،
أو عندما يتم التخلي عن المسئولية ورميها تماما على كاهل الطرف الآخر .
اقرأ أيضا : ” بناء علاقة إيجابية “.
ومن مجمل هذا يتضح أن الشعور بنقص الثقة بالنفس و الشعور بكره الذات يجعل من العسير على الفرد أن يشعر بالسعادة مع شريكه ،
كما أن التفكير بشكل زائد عن الحد بخصوص مستقبل العلاقة يجعل الفرد لا يستمتع باللحظة الحالية مع الطرف الآخر ،
لأنه منشغل تماما بالتفكير في أسوء السيناريوهات المحتملة التي يمكنها أن تحدث لهذه العلاقة
لذالك مراعاة الأولويات الإسلامية في الحياة الزوجية امر مهم لنجاح العلاقة الزوجية .