أين قلب المرأة في هذا العصر

2017/02/01

لماذا لم نعد نسمع عن قصص الحب الملتهب ، كتلك القصص التي حفظتها لنا كتب التراث؟
هل شواغل العصر صرفت الشباب والفتيات عن الحب الطاهر العفيف؟

كان الرجل فيما مضى إذا طلب يد فتاة يصل إلى قلبها من أقصر طريق

، ويكاد يسمع خفقات هذا القلب تهتف باسمه وتناجيه ، أما اليوم فإن الفتاة تتلقى نبأ خطبتها ببرود..وكأنما الخطاب على أبوابها أفواج ، مع أن الزواج يواجه أزمة متفاقمة..والشباب يحسب له ألف حساب !!

إذن لابد أن هناك عقبات أمام قلب المرأة جعلتها تفقد حماستها لأنباء الخطبة و الزواج ..
ونحن لا نزعم أن هناك امرأة تتمنع عن الزواج ، زهدا في الرجال ، فلو خيرت المرأة بين منصب كبير و بين الزواج ، لفضلت الزواج

ولعل هذه العقبات جاءت مع الحضارة الحديثة

، فلم تعد الغرائز الحبيسة في صدر الأنثى تجيش و تمور دون أن تجد لها متنفسا..وإنما وسائل التنفيس كثيرة ، وفي زحام هذه الوسائل ضاع قلب المرأة، و ضاع معه الحب.

فالفتاة تخرج إلى الحدائق ، وتجلس أمام التليفزيون والفيديو ، وتختلط بزملائها في الجامعة ، وتقرأ القصص العاطفية ، وتسمع عن الحكايات الزواج الفاشل ، وترى ما يجري في بيت أسرتها من مشكلات ، وتعايش صديقاتها اللواتي تزوجن وأصبن بإحباط في الزواج ، كل هذه الصور تتخايل أمام عيني الفتاة ، فتجد قلبها موزعا بين مخاوف كثيرة تجعلها تقبل على الزواج في توجس وارتياب.

خطابة

هذا شأن فتاة اليوم ..

صارت ضحية الحضارة ، وصار الرجل ضحيتها !! فهو يبحث عن قلبها دون جدوى ،
و يقارن بينها و بين فتاة الجيل الماضي..جيل الأمهات اليوم ،

فإذا كان يريد من الزواج أن يصبح قصة غرام فإنه واهم..إنه تزوج..لأن الزواج قدر مكتوب علينا مثل الموت .
ويجب ألا يطلب من امرأته شيئا لا تطيقه ، و لذلك فإننا نرى أزواجا يهربون من البيوت ، و يجلسون على المقاهى ، ولا يعودون إلا بعد منتصف الليل ، لأن ضحايا الزيجات الفاشلة يربطهم الملل برباط وثيق ..

والجلوس على المقاهى من آفات العصر

فالرجل يبدد ماله ووقته ، و لا يدري أن كتاب عمره ينطوي صفحة صفحة دون أن يفيد نفسه ، أو يفيد أسرته ، أو يفيد مجتمعه.
والعجيب أن رواد المقاهى حريصون على الذهاب إليها في مواعيد محددة ، مع أنهم لا يحضرون إلى أماكن عملهم بنفس الدقة ..

وإذا تأخر أحدهم قليلا

، أو تغيب يوما ، توجسوا أن تكون امرأته غيرت طباعها ، و اجتذبته بصورة من الصور إلى بيت الزوجية ..
هكذا تمضى الحياة بأرباب الزيجات الفاشلة..حياة لا عمل فيها ولا أمل ، ولا هدوء ، ولا استقرار.
ونحن لا نعيب عن المرأة أنها فشلت في تحويل بيتها إلى جنة يحس فيها الرجل بالهناء ، بقدر ما نعيب على الظروف التي سلبتها مكوناتها الأصلية ، فأصبحت مثل السيارة التي يتم يجمعها في المصنع ، لأن ثقافتها أصبحت أخلاطا من هنا و هناك.

الأفلام و المسلسلات الأجنبية التي تشاهدها

ترى فيها كيف تعيش الأسر في الخارج بلا ضوابط ، ولا روابط ، ولا قيود !!
فتقلدهم في التزيين وهذا لا نؤاخذ المرأة عليه . لأن من حقها أن تتجمل و تتزين لزوجها داخل البيت..ومن حقها أن تبدو كالعروس كل ليلة ..

و لكن الذي نؤاخذها عليه أن تشغلها زينتها عن تنمية عواطفها و استثمار قلبها ..
فالزوج يستطيع أن يشتري كل شئ بالمال ، حتى ولو دفع الثمن أقساطا ..
ولكنه لا يستطيع أن يشتري قلبها و عواطفها .. وبخاصة إذا كان القلب ? مستعملا ? قبل الزواج ..

ولقد كان العرب ينصحون بزواج البكر

، ويحذرون من زواج الثيب . لأن البكر في البيئة العربية قلبها مختوم لا يفضه إلا أول رجل يدخل حياتها ، فإذا حدث أن انفصلت عنه فإنه يترك بصمات حبه في قلبها ..
و عندئذ لا يجد الزوج الثاني إلا بقايا قلب ، لأن الزوج الأول قطف الثمرة الأولى منه ،

و يفصح شاعرعن هذا المعنى في قوله :
« ما الحب إلا للحبيب الأول » ، و الحبيب الأول هو صاحب السلطان في قلب المرأة .. وزحزحته عن قلبها تحتاج زحزحته عن قلبها تحتاج لى معجزة..ولسنا في عصر المعجزات..

أكثر من 7 مليون مشترك يبحث عن نصفه الآخر

اشترك الان مجانا