أسباب تقف وراء الخوف من الوقوع في الحب

هناك بعض المقبلين على الزواج يقومون بالتركيز على العمل والنجاح الوظيفي والمهني وإهمال الجانب العاطفي
لأنهم يخافون من الوقوع في الحب
فربما يخافون من فقد حريتهم او طموحهم او يخافون من الالتزام
او ربما تحاوطهم تجارب سلبية لأشخاص وقعوا في الحب
وهناك عدة أسباب تقف وراء الخوف من الوقوع في الحب ومنها ما يلي :
1- المعاناة من تجربة حب سلبية في الماضي :
الماضي لا يموت وانما هو بداخل كل فرد منا
ولكن هناك أشخاص يتعلمون من الماضي وهناك اشخاص يجعلون الماضي يدمر حاضرهم ومستقبلهم
فإذا مر الشخص بتجربة حب سلبية في الماضي وعانى من الكثير من الألم في العلاقة العاطفية فإنه سوف يربط بين الحب والالم
ولذلك فهو سوف يقوم بتجنب الوقوع في الحب بأي ثمن من اجل حماية نفسه من ان يعيش مرة اخرى نفس الالم
ولذلك فهو يقوم بالهروب من الحب .
2- عدم الثقة بخصوص الحب :
الثقة من أهم أعمدة اي علاقة ولذلك فإن الشك في الطرف الاخر والشعور بعدم الثقة في الحب والعلاقات العاطفية يعمل على تخريب علاقات الحب
فعدم الثقة في الطرف الاخر يعمل على الشعور بعدم الامان في العلاقات
فالخوف يزداد وينتشر في العلاقات التي تقوم على الشك في الطرف الاخر .
3- عدم استحقاق الحب :
الشعور بعدم استحقاق الحب يجعل الفرد يخاف من الوقوع في الحب والدخول في علاقات عاطفية لأنه من داخله يشعر بأن كل فرد في الكون من حقه ان يحبه الطرف الاخر إلا هو
ولذلك فهو يهرب من هذا الشعور المؤلم عن طريق الانغماس في العمل او الانشطة الرياضية او أي انشطة اخرى تتيح له عدم التفكير في هذا الامر
مما يمنعه من تكوين علاقة حب صحية لأنه لا يعطي نفسه الفرصة لذلك .
4- الخوف من علاقة الحب الأبدية :
عند اتخاذ قرار الزواج فإن هذا القرار يحمل في طياته اتخاذ قرار بالدخول في علاقة حب أبدية مع الطرف الاخر
وهذا القرار مخيف نوعا ما لأن الشخص لا يعرف ما يخبئه له المستقبل
ولذلك فهو يشعر بالحيرة عند مقابلة أفراد مرشحين للزواج
فجزء منه لا يعلم شكل حياته المستقبلية في وجود الشخص المرشح للزواج
ولذلك فإن صلاة الاستخارة هامة جدا في هذا الخصوص
لأن صلاة الاستخارة تجعل الشخص يضع امره بين يدي الله من اجل ان يفعل الله الخير لجميع الاطراف
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ” رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
ومن أجل معرفة تفاصيل اخرى عن العلاقة مع شريك الحياة يمكنك قراءة مقالة بعنوان عقبات توازن علاقة الزواج الاسلامي .