أسباب الشعور بالقلق في العلاقات

يجب معرفة أسباب الشعور بالقلق للتمكن من ايجاد الحلول المناسبة لها
الشعور بالقلق بخصوص العلاقات العاطفية لايتواجد فقط في حالة الارتباط العاطفي
وإنما تتواجد مشاعر القلق لدى الأفراد الباحثين عن توأم الروح
وكلما زاد الاقتراب من الطرف الآخر كلما زادت مشاعر القلق
وذلك لأن العلاقات العاطفية تنطوي على مشاعر ممتعة جداً وأيضاً تنطوي على مشاعر مؤلمة جداً
ولذلك فإن القلق يلعب دوراً هاماً في تغيير مسار العلاقات العاطفية .
أسباب الشعور بالقلق و أثارها على مسار العلاقات العاطفية :
الدخول في علاقة عاطفية والاستمرار فيها يعتبر تحدي للمقبلين على الزواج
وذلك لأنه عندما تدخل في علاقة عاطفية مع شخص يهتم بك ويتعامل معك بطريقة لم تعتاد عليها قبل ذلك فإنك تشعر بالقلق والخوف من أن تفقده وبالتالي تفقد هذا الاهتمام الذي تحصل عليه من خلال هذه العلاقة
فالعلاقات العاطفية تستطيع أن تظهر أجمل ما بداخلنا كما أنها تستطيع أن تظهر أكبر مخاوفنا
كما ان الناقد الداخلي يزيد من مشاعر القلق لأن الناقد الداخلي يعمل على زيادة تركيزك على نقاط ضعفك وإهمال نقاط قوتك
فتشعر بأنك لا تستحق أن يحبك الطرف الآخر وتشعر بالقلق من أن يتركك عندما يرى حقيقتك
فكل هذه المشاعر تقوم بخفض تقديرك لذاتك
مما يجعلك تشعر بأنك غير جيد كفاية للحفاظ على العلاقة العاطفية
، مما يجعلك تتصرف بشكل غير واعي بطريقة مدمرة للعلاقة
كأن تلقي تعليقات سلبية وكلمات جارحة على مسامع الطرف الآخر
أو الشعور بالغضب من أتفه الأشياء نتيجة الشعور بالقلق والخوف على مسار العلاقة
مما يجعل الطرف الآخر يشعر بالاحباط وأنه قد فشل في إسعادك
مما يجعل العلاقة بينكما تتسبب في إشعاركما بالألم والضغط النفسي بدلا من إشعاركما بالمتعة والسعادة .
الأحداث الماضية و ارتباطها مع أسباب الشعور بالقلق :
و احد من أهم أسباب الشعور بالقلق أنه مرتبط بأحداث ماضية
عندما يتعرض الفرد لصدمة أو اساءة في علاقة عاطفية ماضية فإنه يكون بداخله مشاعر من القلق والخوف من أن يتعرض لهذه الصدمة أو الاساءة مرة أخرى في المستقبل
فمشاعر القلق هذه سببها أنه خائف من أن يتألم مرة أخرى نفس الألم الذي تعرض له في الماضي
مما يجعله يشعر بالشك والريبة وعدم الثقة في الطرف الآخر فيما يتعلق بالعلاقات العاطفية .
مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من معدل القلق :
وسائل التواصل الاجتماعي تعد واحدة من أسباب الشعور بالقلق فقديماً كانت علاقة الفرد بمن حوله مقتصرة على أفراد أسرته وقبيلته وعشيرته فقط فهو لا يعلم ماذا يحدث في القبائل الأخرى
ولكن في هذه الأيام أصبح الفرد يعلم ماذا يحدث في النصف الآخر من العالم
فهو يعلم بحدوث الكثير من الأحداث المأساوية
مما يساهم في تزايد مشاعر القلق بداخله
لأنه كلما تعرف الفرد على مشكلات عاطفية كلما زادت مشاعر القلق بداخله على مسار علاقاته العاطفية
لأنه يخاف من أن يتعرض لنفس الألم الذي تعرض له أشخاص آخرين .
علاقة مشكلات الطفولة بالشعور بالقلق بخصوص العلاقات العاطفية :
إذا تعرض الفرد للعديد من الكلمات الجارحة والانتقادات اللاذعة في طفولته من والديه أو من مدرسيه أو من الأشخاص مانحي الرعاية له فإن كلماتهم هذه تشكل نظرته لذاته ومشاعره تجاه نفسه
فلذلك فإنه يشعر بمشاعر الغضب من الذات والخزي والذنب لكونه ليس بالمستوى المطلوب أو المتوقع منه
فهو يشعر دوما بعدم الكفاية والقلق بسبب ذلك لأن من حوله يتوقعون منه الكمال والمثالية
ولذلك فإن ذلك يؤثر على صورته الذاتية ويشعر بأنه لا يستحق أن يكون محبوباً من الجنس الآخر
ولذلك فهو يشعر بالقلق من الدخول في علاقة عاطفية
لأن مشاعر الحب التي سوف يحصل عليها لا تدعم صورته الذاتية ومنظوره عن نفسه الذي تم تكوينه عبر العديد من السنوات .
جذور الشعور بالقلق بخصوص العلاقات العاطفية :
الشعور بالقلق بخصوص مسار العلاقات العاطفية سببه لا يكون بالضرورة مشاعر سلبية
وإنما سببه في بعض الأحيان المشاعر الإيجابية التي يشعر بها الفرد لكونه في علاقة عاطفية
فهو الآن في علاقة ويشعر بالاهتمام من قبل الطرف الآخر
ولذلك فهو يخاف على مسار هذه العلاقة فهو لا يعلم متى سيتوقف الطرف الآخر عن الاهتمام به
ولا يعلم إلى متى سوف تستمر هذه العلاقة
فلذلك يشعر بالقلق من فقد الطرف الآخر وهذا خاصة إذا تعرض الفرد للرفض من قبل في علاقة عاطفية سابقة
لأنه لا يصدق أن هناك شخص ما يهتم به ويحبه ويتقبله وتجمعه به علاقة عاطفية
فهو قد تألم من التعرض للرفض قبل ذلك ولذلك فهو يشعر بالقلق نتيجة خوفه من التعرض لنفس الألم مرة أخرى .
ومن أجل معرفة تفاصيل أخرى بخصوص العلاقة مع شريك الحياة في ظل أسرة معاصرة يمكنك قراءة مقالة بعنوان عقبات توازن علاقة الزواج الاسلامي .